الإثنين , مايو 20 2024
aren
forced-to-sin-why-we-need-to-bring-attention-to-ch__1600x900_q85_crop_subsampling-2

السودان: إستمرار استخدام الجنود الأطفال في النزاع المسلح بجنوب دارفور

ثبت وجود ومشاركة الجنود الأطفال لأول مرة خلال معركة بالأسلحة النارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في قاعدة القوات المسلحة السودانية في خور برنقا في يونيو 2023. ثم تم التحقق من وجودهم  في الفرقة 15 في نيالا. ومنذ ذلك الحين تصاعدت مشاركة الأطفال في الصراع حيث تم رصد العديد من الأطفال في الفرقة 16 في زالنجي بوسط دارفور، والفرقة 21 في أردمتا في غرب دارفور، والفرقة 20 الضعين في شرق دارفور من بين ولايات أخرى.

      تمكن المركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام من الحصول على أسماء قادة المجتمع في جنوب دارفور المنتمين إلى قوات الدعم السريع وأسماء ضباط قوات الدعم السريع المتورطين في تجنيد الأطفال في النزاع، خاصة في جنوب دارفور ، ولكن تم إخفاؤها لأغراض أمنية. كما لاحظنا أن غالبية الجنود الأطفال تم تجنيدهم من مناطق؛ تمبسكو، بلبل أبو جازو، سانيا دليبه، كبارا، عد الفرسان، أم جنة، أم زيفة، أم دافوق، أم دخن، رهيد البردي، خوربرنقا في جنوب دارفور، خزان جديد، بمحلية شيريا شمال شرق نيالا. بولاية جنوب دارفور، وناتيكا و كاس الواقعة  غرب نيالا.

أبلغت مصادر موثوقة المركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام أن قادة المجتمع المشاركين في التجنيد نيابة عن قوات الدعم السريع يتقاضون مبالغ تتراوح بين 250 ألف جنيه سوداني (حوالي 232 دولارًا أمريكيًا) إلى 400 ألف جنيه سوداني (حوالي 357 دولارًا أمريكيًا) مقابل كل طفل. وأكد بعض الأطفال الذين أجرى المركز مقابلات معهم أنه على الرغم من وعودهم بالدفع، إلا أنهم لم يحصلوا على أي أجر مطلقًا، ومن ثم لم يترك لهم أي خيار سوى المشاركة في عمليات النهب. وبالفعل فقد تم التحقق من وجود جنود أطفال أثناء نهب عدة مناطق في نيالا منها سوق حديقة الجنينة والسوق الشعبي وسوق الجبل والسوق الرئيسي والمناطق المتضررة الأخرى مثل؛ الجير، الخرطوم بالليل، الإسبتالية، الجمهورية، السينما والمزاد.

شهادات

تمكن المركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام  من خلال باحث على الأرض من الوصول إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع رغم كل الصعوبات “على الرغم من صعوبة التأكد من العدد الفعلي للجنود الأطفال” في نيالا، من الواضح أن هناك زيادة في عدد الجنود الأطفال الذين يقومون بدوريات في المدينة بعد إنسحاب القوات المسلحة السودانية من الفرقة 20.

تمت مقابلة محمد (اسم مستعار) الذي يبلغ من العمر 15 عامًا من حي الوحدة في نيالا. وقد أبلغ السيد محمد المركز أنه إنضم إلى قوات الدعم السريع من خلال ضابط يعرف باسم صدام محمد يعقوب الناظر برتبة رائد في منتصف يونيو 2023. (لقد تم تعييني كعنصر استخبارات وكلفت بمراقبة ضباط وجنود الدعم السريع والمتعاونيين معهم، وقد تم تزويدي بمسدس وجهاز اتصال خلوي. شاركت في المعارك المسلحة في أكتوبر 2023 وبعد ذلك انسحبت لفترة قصيرة ثم انضممت مرة أخرى بعد أن استولت قوات الدعم السريع على مقر القوات المسلحة السودانية المعروف بالفرقة 15 في 26 أكتوبر 2023. حاليًا، نحن ( وأوضح محمد أن نحو 100 مجند يتلقون التدريب في حدائق القوات المسلحة بمدينة نيالا). ولم يتطرق لأي مدفوعات مالية خلال حديثه.

السيد علي (اسم مستعار) يبلغ من العمر 17 عامًا من حي الأندلس في نيالا، ولاية جنوب دارفور، قال هذا للمركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام : (إنضممت إلى قوات الدعم السريع في 28 أكتوبر 2023 من خلال مسؤول في قوات الدعم السريع يُدعى محمد زين ومعي حوالي 200 آخرين معظمهم من الأطفال. بعد أن تم تجنيدنا، بدأنا التدريب كل صباح لمدة ساعتين على الأقل في مقر القوات المسلحة السودانية في نيالا الذي استولت عليه قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2023. ولم يُسمح إلا للمجموعات التي إنضمت سابقًا بحمل الأسلحة لأنها تم تدريبها حول كيفية استخدامها على عكس المجندين الجدد. وأبلغنا أيضًا أن تلك المجموعات شاركت في المعركة المسلحة التي أدت إلى الاستيلاء على الفرقة 16. وفي 31 أكتوبر 2023، قُتل ثلاثة جنود أطفال من مجموعتنا في زالنجي. لقد مضى علينا شهرين ولكننا لم نتقاضى رواتبنا بعد).

وقد روى السيد عبد الله (اسم مستعار) البالغ من العمر 17 عامًا من منطقة كبارا بولاية وسط دارفور تجربته لـلمركز الأفريقي  للعدالة ودراسات السلام قائلاً:(انضممت إلى قوات الدعم السريع في 4 يوليو 2023 لأنني كنت أبحث عن وسيلة لكسب العيش بعد الحرب حيث أن النزاع المسلح عطل مصادر دخلي. تمت عملية التوظيف والتسجيل بإشراف أحد شيوخ العشائر يدعى السيد عجيب . لقد تدربت وأنا الآن قادر على استخدام وتشغيل بندقية آلية. أثناء التدريب، قيل لنا أن الأموال من جميع البنوك في نيالا قد تم تحويلها إلى مقر القوات المسلحة السودانية وأنه يتعين علينا القتال للحصول على تلك الأموال. ومع ذلك، في سبتمبر، إبتعدت لأنني لم أعد أستطيع القتال.

قال السيد حسن (اسم مستعار) البالغ من العمر 16 عامًا من محلية كاس الواقعة شرق نيالا في جنوب دارفور، للمركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام: “في وقت ما في أغسطس 2023، قررت الإنضمام إلى قوات الدعم السريع. ذهبت وقمت بالتسجيل من خلال ضابط يدعى السيد عبد الله إدريس المعروف أيضًا باسم باتا. السيد باتا هو أيضًا زعيم مجتمعي وعمدة. شاركنا في عدة هجمات في نيالا بعد أن تدربنا على كيفية استخدام الأسلحة الآلية المعروفة باسم كلاشينكوف. خلال هذه الهجمات، فقدنا العديد من الزملاء. لقد حصلنا على وعود بدفع أجر بشرط أن ننجح في محاصرة مقر القوات المسلحة السودانية. وعلى الرغم من تحقيق الهدف، إلا أننا لم نتقاضى رواتبنا حتى الآن”.

يجدد المركز الأفريقي للعدالة ودراسات السلام دعوته السلطات السودانية وقوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوات فورية للإمتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الذي صادق عليه السودان وإنهاء جميع عمليات تجنيد الأطفال، وتسريح جميع الأطفال أو إطلاق سراحهم ، وإخضاعهم لعمليات إعادة التأهيل وإعادة الاندماج في المجتمع.

 ينبغي على المجتمع الدولي، ولا سيما لجنة حقوق الطفل ولجنة الخبراء الأفريقية المعنية بحقوق ورفاهية الطفل، أن يدينوا بشدة الانتهاكات ضد الأطفال في السودان وأن يطالبوا جميع الأطراف بالوفاء بالتزاماتهم بموجب المعاهدات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان.