الأحد , ديسمبر 22 2024
enar
PHOTO-2023-06-28-18-35-36-660x330

غرب دارفور: المدافعون عن حقوق الإنسان مستهدفون بشكل كبير من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بسبب عملهم في الجنينة

(29 يونيو 2023) يعرب المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام عن قلقه العميق بشأن سلامة وأمن المدافعين عن حقوق الإنسان في الجنينة بغرب دارفور. وذلك في أعقاب تنامي موجة العنف التي يتعرضون لها مع استمرار عمليات النزاع المسلح القائم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والذي اندلع منذ 15 أبريل 2023. حيث تعرض في هذا السياق ثمانية من المدافعين عن حقوق الإنسان للاستهداف، يفضل المركز حجب أسمائهم حفاظا على سلامتهم. وبهذا فإن المركز يناشد كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الكف عن مواصلة استهداف المدنيين. كما ندعو في ذات الوقت حكومات البلدان المجاورة إلى ضمان سلامة اللاجئين اليها، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان، ومنحهم كل ما من شأنه تعزيز شرعية تواجدهم بها.

في الجنينة، تصاعدت وتيرة النزاع المسلح وقامت مجموعة من المدنيين وعلى وجه الخصوص من أولئك الذين ينتمون الى قبائل غير عربية، باقتحام مستودع للأسلحة تابع للقوات النظامية. الأمر الذي شجع المزيد من أفراد القبائل العربية للانضمام إلى قوات الدعم السريع في صراعها ضد القبائل غير العربية، وهو ما أدى بدوره إلى احتدام المواجهات والاشتباكات التي نجم عنها مقتل العديد من الأشخاص بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان.

وعلى الرغم من اتحاذ المدافعين عن حقوق الإنسان لمختلف التدابير الأمنية الوقائية الضرورية، إلا إنهم ما زالوا مستهدفين من قبل جماعات مسلحة مختلفة. والأسوأ من ذلك أن مدينة الجنينة أصبحت معزولة عن بقية العالم بسبب انقطاع الاتصالات بما في ذلك خدمات الإنترنت منذ 22 مايو 2023، مما يجعل من الصعب على المدافعين عن حقوق الإنسان الحصول على المساعدات المطلوبة.

وقد أجبرت تداعيات العنف الدائر مجموعة مكونة من ثلاثة عشر من المدافعين عن حقوق الإنسان، يفضل المركز حجب هوياتهم حفاظاً على سلامتهم، إلى مغادرة مقار سكنهم ومواقع عملهم والفرار إلى دولة تشاد. حيث علم المركز لاحقاً ومن خلال مصدر موثوق بأن المجموعة تعيش في ظروف صعبة وبحاجة إلى إعادة التأهيل والإمدادات.

خلفية

فاقم النزاع المسلح الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من معدّل المضايقات القائمة فعلياً والتي يتعرّض لها المدافعين عن حقوق الانسان، من اعتقالات تعسفية واحتجاز وتعذيب. هذا بالإضافة إلى تعرضهم للاستهداف من قبل الأطراف المتنازعة بسبب عملهم النشط في مجال حقوق الإنسان. وقد سبق للمركز أن قدم تقارير تؤكد فقدان العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان لأرواحهم جراء النزاع المسلح. وهو ما أجبر الكثيرين منهم على الفرار من البلاد وطلب اللجوء في البلدان المجاورة.