الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
enar

الشرطة السودانية وقوات الأمن وميليشيا طلابية تطلق الرصاص الحي على طلاب في دارفور، وإصابة تسعة طلاب بأعيرة نارية

 (22 مايو 2013) يجب على السلطات السودانية إجراء تحقيق فوري ومستقل ومحايد بشأن إطلاق الرصاص على تسعة طلاب داخل حرم جامعة الفاشر، شمال دارفور، بواسطة قوات الشرطة و  جهاز الأمن والمخابرات الوطني وميليشيا طلابية موالية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.

تعرض الطلاب لإطلاق النار خلال مشاركتهم في اجتماع عام لمناقشة قطع امدادات المياه والكهرباء في الآونة الأخيرة من الجامعة وسكن الطلاب. إذ اقتحمت مجموعة من نحو 70 من أفراد ميليشيا طلابية كانوا يرتدون زي القوات المسلحة السودانية ومسلحين ببنادق كلاشنكوف حرم الجامعة لحشد تأييد الطلاب ضمن حملة “التعبئة” ضد جماعات المعارضة المسلحة في البلاد. طلب أفراد الميليشيا من المشاركين في الاجتماع الطلابي الانضمام إلى “الجهاد” ضد الجبهة الثورية السودانية، وهي تحالف لجماعات معارضة مسلحة تقاتل الحكومة في ولايات جنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق ودارفور.

ولدى عدم تجاوب الطلاب المشاركين في الاجتماع العام المخصص لمناقشة قطع امدادات المياه والكهرباء مع الدعوة إلى التعبئة حاصرهم افراد المليشيا الطلابية المسلحة ووجهوا إليهم إساءات لفظية واتهموهم بتأييد المعارضة. رد الطلاب على أفراد الميليشيات الطلابية برشقهم بالحجارة، وبدأ الطلاب المسلحون بدورهم في إطلاق أعيرة نارية تحذيرية، ما أسفر عن إصابة الطالبة مهدية محمد علي بعيار ناري في يدها.

عملية مشتركة للميليشيا الطلابية والشرطة وقوات الأمن

حاول الطلاب الفرار من حرم الجامعة عند إطلاق الرصاص لكنهم ووجهوا بوجود قوة مشتركة من الجيش والشرطة وقوات الأمن عند بوابة الجامعة، إلى جانب أفراد الميليشيا الطلابية، حيث تمت محاصرتهم بواسطة هذه القوات، التي اطلقت الذخيرة الحية على الطلاب.

أسفر إطلاق الرصاص عن إصابة ثمانية طلاب عند بوابة الجامعة تم نقلهم إلى مستشفى الفاشر، حيث أفادت تقارير بأن حالتهم مستقرة، والمصابون هُم:

  • محمد أحمد عمر، اصيب بطلق ناري في رأسه.
  • مهدية محمد علي، اصيبت بطلق ناري في يدها استدعى إجراء جراحة لها.
  • رسالة عمر، اصيبت بطلق ناري في اذنها.
  • ياسر سعيد علي، اصيب بطلق ناري في يده.
  • الرشيد يحيى بابكر.
  • تماضر بخيت، اصيبت بطلق ناري في يدها.
  • حميدة محمد يوسف.
  • عبد الرحمن عبد الله شطة.

ويناشد المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام الحكومة السودانية بما يلي:

  • إجراء تحقيق فوري ومستقل ومحايد حول أحداث جامعة الفاشر، التي وقعت في 20 مايو، والألتزام بنشر نتائج التحقيق خلال فترة زمنية محددة، وتحديد المسئولين عن الاعتداءات التي حدثت.
  • توجيه إدانة صريحة وواضحة للاستخدام المفرط للقوة بواسطة قوات الشرطة وقوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني،
  • النزع الفوري لسلاح الميليشيات الطلابية في دارفور وأماكن أخرى في البلاد وتنفيذ تدابير فاعلة لحماية المدنيين من العنف داخل حرم الجامعات،
  • حماية ضحايا الأحداث الأخيرة من التعرض للمزيد من العنف أو الاعمال الانتقامية وضمان حصولهم على الخدمات الطلبية الضرورية.

فشلت الحكومة السودانية مراراً في إجراء تحقيق فاعل أو نشر نتائج لجان التحقيق التي تم انشاؤها للتحقيق في أعمال مماثلة لاستخدام القوة بواسطة القوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة ضد المدنيين، بما في ذلك الأحداث التي وقعت داخل حرم الجامعات.

خلفية

أطلقت الحكومة السودانية أواخر أبريل حملة “تعبئة” قومية لحشد التأييد للقوات المسلحة السودانية التي تواجه جماعات المعارضة المسلحة في البلاد. وجاءت الخطوة كرد فعل على ازدياد حدة القتال بين القوات الحكومية وقوات الجبهة الثورية السودانية في جنوب وشمال كردفان. وكان القتال في السابق ينحصر بصورة رئيسية في جنوب كردفان، إلا أن دائرته اتسعت لتشمل شمال كردفان أواخر أبريل الماضي عقب هجوم قوات الجبهة الثورية السودانية على مدينة أم روابة.

وكان مجلس الولايات (الذي يشكل جزءاً من المجلس الوطني السوداني) قد علّق جلساته بغرض عودة أعضاء المجلس الوطني إلى مناطقهم لقيادة حملة “التعبئة” ضد الجبهة الثورية السودانية.

أفادت تقارير بأن الميليشيا الطلابية المكونة من نحو 70 فرداً، التي هاجمت الطلاب داخل حرم جامعة الفاشر في 20 مايو، كانت قد خرجت قبيل تنفيذها للهجوم من اجتماع في دار حزب المؤتمر الوطني بمدينة الفاشر، حيث يلتقي أعضاء الحزب بشمال دارفور. وجرى عقد ذلك الاجتماع لمناقشة استراتيجيات تعبئة واستنفار الدعم الشعبي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وهزيمة جماعات المعارضة المسلحة.

للاتصال: عثمان حمّيدة، المدير التنفيذي، المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام.

هاتف:  +44 7956 095738(المملكة المتحدة)

بريد إلكتروني:osman@acjps.org

This post is also available in: الإنجليزية