الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
enar
PHOTO-2023-11-26-20-40-48

زالنجي، وسط دارفور: نداء عاجل لقوات الدعم السريع لوقف تجنيد الأطفال

يعرب المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS) عن قلقه العميق إزاء تصاعد تجنيد الأطفال في إقليم دارفور، وعلى وجه الخصوص في وسط دارفور وذلك بعد إندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023. وقد تم إبلاغ المركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام بشكل موثوق أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية هي الأكثر تورطاً في تجنيد الاطفال، حيث سلكت نفس نهج القوات المسلحة السودانية بالدعوة لإعادة تعبئة قوات الدفاع الشعبي في دارفور للإنضمام إليها. ويتم تسهيل تجنيد الأطفال للإنضمام إلى قوات الدعم السريع من قبل أعضاء الإدارة الأهلية الذين هم إما في قوات الدفاع الشعبي أو ضباط في قوات الدعم السريع.

في 13 نوفمبر 2023، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو لرجل يدعى أحمد آدم عبد القادر، يبلغ من العمر 60 عامًا، وكان قد عمل منسقًا لقوات الدفاع الشعبي في شمال دارفور، وهو أيضاً عمدة قرية أزجرفة التي تقطنها قبيلة البرتي. وقد وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام إعتقال قوات الدعم السريع للسيد/ أحمد في 20 سبتمبر 2023 أثناء عودته من محلية أم كدادة، الواقعة شرق الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. حيث تحدث السيد/ أحمد في الفيديو عن دوره في تعبئة أعضاء قوات الدفاع الشعبي في شمال دارفور للإنضمام إلى القوات المسلحة السودانية بناءً على طلب من ضابط في القيادة العليا للاستخبارات العسكرية السودانية.

وفقاً لرصد المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام فإن تجنيد الأطفال من قبل قوات الدعم السريع في ولاية وسط دارفور يتم بواسطة أعضاء الإدارة الأهلية الموالين لقوات الدعم السريع وذلك بعد اندلاع حرب أبريل 2023. كما وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام تجنيد طفلين في مدينة زالنجي مع والدهما في قوات الدعم السريع. وأصيب الطفلان أثناء مشاركتهما في القتال. وشوهد العديد من الجنود الأطفال الآخرين عند نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع. ومن خلال الرصد، أكد المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام وجود ما لا يقل عن عشرة جنود أطفال على نقاط التفتيش في جسر مدينة زالنجي وأمام مبنى محكمة الاستئناف.

إن أعضاء الإدارات الأهلية التابعة لقوات الدعم السريع من قبائل العرب والفور على حدٍ سواء هم من يقومون بتجنيد الأطفال من محليات مختلفة بوسط دارفور بما فيها أحياء مدينة زالنجي أرينجا، هيلا، بيضة ود صالح وأم دخن وسرف عمرة. ومن ثم يتم إصطحاب الأطفال للتدريب العسكري في مدينة زالنجي بحي الإسكان الشعبي الواقع في الإتجاه الغربي للمدينة، والحي الغربي، والإستاد القديم، بالإضافة إلى مباني كلية التربية جامعة زالنجي. ويدفع لهم مقابل مشاركتهم في المعارك ما لايقل من 10 آلاف جنيه سوداني.

بدأ ظهور الجنود الأطفال كضباط ضمن قوات الدعم السريع بوسط دارفور يوم 17 مايو 2023 أثناء قتالهم ضد القوات المسلحة السودانية بمدينة زالنجي. وقال أحمد (اسم مستعار) للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام أنه بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مقر القوات المسلحة السودانية، رأى أحد طلابه الذي يبلغ من العمر 17 عامًا مع ضباط من قوات الدعم السريع. بالإضافة إلى ذلك، أبلغ أحد المدافعين عن حقوق الإنسان في وسط دارفور المركز أنه رأى ما لا يقل عن ثمانية جنود أطفال في سيارات قوات الدعم السريع منذ 30 أكتوبر 2023. وقد وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام مؤخراً تجنيد الأطفال في ولاية جنوب ووسط دارفور.

عليه، يدعو المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام قوات الدعم السريع للامتثال الفوري للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الذي صادق عليه السودان من خلال إنهاء جميع أشكال تجنيد الأطفال، وتسريح أو إطلاق سراح جميع الأطفال من صفوفهم، وتسهيل إعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم في المجتمع. كما نحث المجتمع الدولي، ولا سيما لجنة حقوق الطفل ولجنة الخبراء الأفريقية المعنية بحقوق ورفاهية الطفل، لإدانة الانتهاكات ضد الأطفال في السودان بشدة ومطالبة جميع الأطراف بالوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان.

خلفية

تحدث الانتهاكات المرتبطة بالنزاع ضد الأطفال في السودان منذ عقود. ومع ذلك، شهد الوضع مزيداً من التدهور بإندلاع النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل 2023. وقد تورط كلا الطرفين في إرتكاب إنتهاكات جسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم. وبغض النظر عن كيفية تجنيد الأطفال وأدوارهم، فإن الجنود الأطفال هم ضحايا، وتترتب على مشاركتهم في الصراع آثار خطيرة على سلامتهم الجسدية والعاطفية. ويتعرض الأطفال عادة للإساءة ويشهد معظمهم الموت والقتل والعنف الجنسي. ويضطر العديد منهم إلى إرتكاب أعمال عنف ضد أطفال ومدنيين آخرين، وبالتالي يعانون من عواقب نفسية خطيرة طويلة الأمد نتيجة لهذه الانتهاكات.