: يجب على الحكومة السودانية التحقيق الفورى بشان الاعتقال التعسفى والتعذيب الذى تعرضت له الصحفية المستقلة، سمية اسماعيل ابراهيم “هندوسة”، التى عثر عليها يوم 2 نوفمبر، فى منطقة مهجورة باحد شوارع الخرطوم بحرى، فى وضع صحى سيىء للغاية، عقب اعتقالها بواسطة جهاز الامن والمخابرات الوطنى يوم 29 اكتوبر.
و تم اعتقال السيدة “هندوسة” الصحفية المستقلة، البالغة من العمر 34 سنة، من احد شوارع الخرطوم بحرى، بالقرب من منزل اسرتها، يوم 29 اكتوبر فى الساعة العاشرة مساء، بواسطة 7 من ضابط جهاز الامن واقتادوها الى مكاتب جهاز الامن بالخرطوم بحرى. وتعرضت السيدة “هندوسة” للتعذيب الجسدى والنفسى، حيث تفيد التقارير الى تورط 9 من ضباط جهاز الامن فى ذلك. واجبرت “هندوسة” على خلع عبائتها وتعرضت للضرب بخراطيم المياه، وحروق على كتفيها، وظهرها وبطنها بواسطة مكواة.
كما تعرضت “هندوسة” لاهانات عنصرية، وقام ضباط جهاز الامن بحلاقة شعر راسها، وقالوا لها انهم قاموا بفعل ذلك لان شعر راسها يبدو “عربى” اكثر من ” الشعر الدارفورى”، ووصفت ايضا بانها عاهرة، وقالوا لها ان “الرزيقات” عبيد، وهى القبيلة التى تنتمى اليها “هندوسة”.
فى صباح 2 نوفمبر، وبعد اربعة ايام من اعتقالها، اطلق سراح “هندوسة” حيث تركت فى منطقة مهجورة وفى ظروف صحية سيئة للغاية، فى “خور السمرة” بضاحية الدروشاب، الخرطوم بحرى.
السيدة “هندوسة”، صحفية مستقلة معروفة بكتابة التحليل السياسى لصحيفتى، السودان اليوم، والراكوبة على شبكة الانترنيت، وخلال اعتقالها، اتهمت بمناهضة حكومة السودان، وتم التحقيق معها حول مقالات قامت بكتابتها تنتقد فيها الرئيس السودانى عمر البشير.
وتقيم السيدة “هندوسة” فى القاهرة، و تم اعتقالها ابان زيارتها لإسرتها فى السودان لقضاء عطلة عيد الاضحى. وذكرت انها فى يوم 25 اكتوبر، قبل ايام قليلة من اعتقالها، تلقت مكالمة هاتفية من جهاز الامن للترحيب بها فى السودان، فى يوم 27 اكتوبر، تلقت مكالمة ثانية من جهاز الامن، يطلبون حضورها الى مكاتب جهاز الامن بالخرطوم بحرى. ولم تذهب الى مكاتب الامن. وذكرت ان هناك سيارة كانت تتعقبها خلال الايام السابقة لإعتقالها.
عند اطلاق سراحها فى 2 نوفمبر، سعت السيدة “هندوسة” الى تلقى العلاج فى مستشفى امدرمان، ورفض المستشفى اصدار التقرير الطبى اللازم لتلقى العلاج، لاحقا، حصلت على تقرير طبى من مستشفى الخرطوم بحرى الذى اكد اصابتها بحروق على جسدها وحلاقة شعر راسها.
فى يوم اطلاق سراحها، حاولت السيدة “هندوسة” قيد دعوى جنائية امام قسم شرطة “الصافية” بالخرطوم بحرى، حيث حصلت على الموافقة المطلوبة من وكيل نيابة الصافية لفتح دعوى جنائية، وبعد انتظار دام ست ساعات فى قسم البوليس، رفض الضابط المناوب اجراء التحقيق معها فى غياب مدير القسم. وفى اليوم التالى تمكنت من قيد دعوى جنائية ضد 9 من ضابط جهاز الامن من ضمنهم بابكر الفادنى، ضابط برتبة كبيرة، بينما لم يتسن معرفة اسماء الاخرين.
يدعو المركز الافريقى الحكومة السودانية الى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الوطنى والدولى، وضمان اجراء تحقيق فورى، فعال ومستقل فى مزاعم الاحتجاز التعسفى والتعذيب وسوء المعاملة والتمييز.
طوال العام 2012، قام المركز الافريقى بتوثيق نمط من الاعتقال التعسفى والتعذيب وسوء المعاملة ضد الافراد الذين يقومون بنشر مواد تنتقد حكومة السودان، من بينهم الصحفيين والنشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان. ويعرب المركز الافريقى عن قلقه بشان تزايد حالات الاعتقال التعسفى والاحتجاز والتعذيب وسوء المعاملة ضد الناشطات فى الاشهر الاخيرة.
This post is also available in: الإنجليزية