(17 أبريل 2015)
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى للرحيل المفاجئ لعثمان حميدة، المؤسس والمدير التنفيذي للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام والصديق والمعلم لعدد لا يحصى من المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
لقد عمل عثمان دونما كلل لدعم حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية علي المستويين السوداني والإفريقي . كانت لدي عثمان قناعة راسخة بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة الدولية، ولذلك كان دائما في صدارة حملات المناصرة التي تهدف الي بناء ودعم اليات إقليمية وإفريقية قوية لحقوق الإنسان. وقد لعب دور ريادياً في قيادة الحملات التي أدت إلى إحالة الوضع في إقليم دارفور بغرب السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) وما تبع ذلك من إصدار أمراً بالقبض ضد الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
في 2008 تعرض عثمان للإعتقال والتعذيب من قبل جهاز الأمن السوداني، إنتقاماً من مساندته للمحكمة الجنائية الدولية ومناداته من أجل تحقيق العدالة لضحايا الفظائع التي أرتكبت ضد مجموعات واسعة من أبناء دارفور. وكان عثمان قد أعتقل من قبل في بداية نشاطه العلني في عام 1990 وأبقي قيد الإعتقال لأكثر من عام في بيوت الأشباح سيئة السمعة تحت وطأة التعذيب دون أن توجه إليه تهمة.
في عام 2009 أسس عثمان حميدة المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS) مع مجموعة من النشطاء وقيادات حركة حقوق الانسان في السودان الذين أجبروا علي مغادرة السودان وإغلاق منظمتهم بسبب مساندتهم للملاحقة القضائية للجناة بواسطة المحكمة الجنائية الدولية .
وقد ظل المركز الافريقي منذ إنشاءه يقوم بدورا حيوياً في رصد وحماية حقوق الإنسان تحت قيادة عثمان حميدة ، فتمكن المركز من بناء سمعة راسخة تستند علي المصداقية والنزاهة والكفاءة المهنية في الأعمال التي يؤديها داخل وخارج السودان. كما لعب المركز دورا حيوياً في تقديم الدعم الفني والتدريب للمنظمات والشبكات الناشئة في مجال لحقوق الإنسان.
قدم عثمان دعماً إرشادياً لعدد لا يحصي من الناشطين السودانيين في سبيل دعم نمو حركة حقوق الإنسان في السودان.
وعندما كان عثمان يشغل في وقتا سابقا منصب مدير المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب (SOAT) كان واحداً من أول نشطاء حقوق الإنسان الذين قاموا بزيارة معسكرات النازحين في دارفور بعد إندلاع الصراع في الإقليم. حيث قام بتأسيس أول شبكة للمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان، والتي شملت عدة قطاعات منها المحامين والصحفيين والأطباء والطلاب والناشطين في مجال حقوق المرأة.
عرف عن عثمان بمحبته لرفقة الأصدقاء وتنظيم اللقاءات المرتجلة أينما حل في أي بقعة من الأرض. رحل عثمان في ظروف طبيعية يوم الخميس 17 أبريل 2014 في مدينة جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا. وكانت زوجته عزة وشقيقة نادية وصديقه محمد الحسن قد لحقاء به في لحظاته الأخيرة. إبنيه الصغار نايل وريان يحملان ملامحه وهما يواصلان تشجيعه الحماسي لفريق كرة القدم الأرسينال.
في فبراير من هذا العام، أصدرت الهيئة الأساسية لحقوق الإنسان في أفريقيا، اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، قراراً طالبت فيه حكومة السودان بإجراء تحقيق فعال لملاحقة ضباط الأمن والمخابرات السودانيين المسؤولين عن الإعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة التى تعرض لها عثمان وإثنين من زملائه في عام 2008؛ إضافة إلى المطالبة بإعادة فتح منظمة حقوق الإنسان التي أغلقتها السلطات السودانية ورفع التجميد عن حساباتها المصرفية، حيث كانت المنظمة قد أغلقت علي خلفية هذه القضية التي نظرتها الجنة، كما ألزمت الحكومة بدفع تعويض عن هذه الأضرار. فقد كان عثمان قد تقدم بشكوى ضد حكومة السودان الي اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بعد فترة وجيزة من إعتقاله، وكان يهدف من وراء هذه الشكوي إلى تأسيس سابقة قانونية علي أساس سطة وفقه النظام القضائي الأفريقي لحقوق الإنسان.
سيبقي زملاء الفقيد وأصدقاءه وأفراد عائلتة علي روح إلهامه بينهم وهم يواصلون النضال من أجل حقوق الإنسان والسلام والعدالة في السودان والمنطقة ككل.
لقد أقيم في 28 يونيو عام 2014 حفل تأبين للإحتفاء بحياته في ” بيت حقوق الإنسان ” في كمبالا، أوغندا. وقد غرس أصدقائه وأفراد عائلته شجرة في حديقة بيت حقوق الإنسان، تكريما لعطاءه، كما أفتتحت قاعة بإسم عثمان حميدة في مقر مشروع شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان في شرق افريقيا و القرن الأفريقي .
أضغط هنا للإطلاع على صور حفل تأبين.
This post is also available in: الإنجليزية