الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
enar
A-310x165

مجلس السلم والأمن الافريقي يقرّر تشكيل فريق عالي المستوى للتعامل مع الوضع في السودان

يرحب المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام بالقرار الصادر عن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في اجتماعه الوزاري رقم 1185، بشأن الوضع في السودان، والذي يقضي بإنشاء فريق رفيع المستوى للتعامل مع النزاع المسلح الدائر في السودان.

وكان مجلس السلم والأمن الافريقي قد طالب عبر البيان الذي تمّ اعتماده في الجلسة 1185 التي انعقدت في 15 نوفمبر 2023، في دورته الوزارية من رئيس المفوضية “إنشاء فريق رفيع المستوى مخصص للسودان، يعمل مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين بما في ذلك النساء والشباب، لضمان عملية شاملة نحو الانتقال السياسي الذي يقوده المدنيون”. وعلى الرغم من أن البيان لم يحدّد على وجه الدقة الادوار المنوطة بذلك الفريق، إلا أنه من المتوقع ان يكون الفريق مكرساً بالكامل للعمل على الوضع في السودان.

كما أكد مجلس السلم والأمن أيضاً، أنه ووفق مقتضى المادة 7 من بروتوكول المجلس، على استحالة أن يمثّل الحل العسكري مخرجاً عملياً ومستداماً للنزاع، وأن الحوار السوداني-السوداني الحقيقي والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق حل سلمي ومستدام للوضع الراهن. وفي هذا الصدد، رحب المجلس باتفاق توصيل المساعدات الإنسانية الموقع في 7 نوفمبر 2023 في جدة بالمملكة العربية السعودية، وشدّد على الحاجة إلى ضمان المشاركة الأفريقية الكاملة والفعالة في عملية السلام التي تجري في مدينة جدة.

علاوة على ذلك ركّز المجلس على أولوية تولي السودانيين زمام الأمور في جميع العمليات السياسية وتنسيقها وتماسكها وقيادتها من أجل التوصل إلى حل دائم للحالة الراهنة، وأكد في هذا السياق مجددا أهمية وجود عملية سلام واحدة وشاملة ومنسقة للسودان، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الايقاد)، وبدعم من الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي.

وقد أسفر استمرار الحرب مستمرة في السودان حتى الآن عن مقتل أكثر من 10.000 شخص وإصابة الآلاف وتشريد الملايين. وخلال شهر نوفمبر 2023 وحده، قتل ما لا يقل عن 1.300 شخص في هجمات ذات دوافع عرقية في محلية اردماتا في ولاية غرب دارفور ومن المرجح أن تكون حصيلة الضحايا الفعلية لهذه المأساة أكبر بكثير من ذلك، نظراً إلى شدة القتال الدائر والتحديات التي تصاحب عمليات توثيق الإصابات وتأكيدها. كما رافق تلك الهجمات أيضاً تعرض مئات المدنيين للعنف الجنسي. ويواجه الناجون، وغالبيتهم من النساء والفتيات، أعمالا وحشية تتمثل في الاغتصاب والاختطاف والاستعباد الجنسي. هذا بينما لا يزال الملايين بحاجة إلى المساعدات الإنسانية الحيوية، التي يستحيل في العديد من الأماكن تقديمها. مع فشل العديد من المحاولات من جانب المجتمع الدولي لإنهاء الحرب سلميا وعدم توصلها إلى نتائج إيجابية حتى الآن.

وجدّد مجلس السلام والأمن في أكتوبر 2023 دعوته إلى وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين. وتنبع أهمية هذا القرار الصادر في نوفمبر من أنه يتجاوز مجرد التعبير عن القلق الشديد وإدانة الحرب ويبرهن على التزام المجلس بإنهاء النزاع المسلح في السودان سلميا بمشاركة جميع أصحاب المصلحة السودانيين.

عليه، فإننا في المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام، نشيد بالقرار الذي اتخذه المجلس، ونناشدهم الإسراع في عملية تحقيق استقرار الفريق واستعراض جميع الأدوات والموارد الأخرى المتاحة له لضمان اتفاق الطرفين المتحاربين على وقف إطلاق النار. كما نناشد كذلك المجلس أن يطلب من اللجنة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب أن توفد بعثة لتقصي الحقائق للوقوف على حقائق وملابسات انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت مؤخرا في السودان، وأن تقدم النتائج التي تتوصل إليها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في أقرب وقت ممكن.