الأربعاء , نوفمبر 6 2024
enar
PHOTO-2023-11-21-12-37-19

وسط دارفور: 51 إمرأة وفتاة يتعرضن لانتهاكات جنسية في مدينتي قارسيلا وزالنجي

يواصل المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS) توثيق إنتهاكات حقوق الإنسان التي إرتكبها الطرفان المتحاربان، بما في ذلك العنف الجنسي أثناء النزاع المسلح المتواصل في السودان. وإذ يدين المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام بشدة إستخدام العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب، يدعو المتورطين للكف عن هذه الممارسات.

وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في هذا البيان، 51 حادثة عنف جنسي ضد النساء والفتيات في محليتي زالنجي وقارسيلا بوسط دارفور. حيث تمكنت الضحايا/الناجيات من التعرف على الجناة اللذين كانوا رجالاً يرتدون زي قوات الدعم السريع، والميليشيات العربية المتحالفة معها، وفي بعض الحالات رجال يرتدون زي القوات المسلحة السودانية.

ونحن إذ نجدد نداءاتنا للسلطات السودانية نتطلع إلى مايلي:

  • إدانة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع وإصدار أوامر بعدم التسامح معه.
  • إجراء تحقيق شامل ونزيه في جميع التقارير المتعلقة بالعنف الجنسي، سواء كان مرتكبيها من المنتسبين للجهات الحكومية أو غير الحكومية من أجل محاسبة الجناة.
  • إلغاء القوانين التي توفر الحصانة من الملاحقة القضائية لمرتكبي الجرائم، بما في ذلك قانون القوات المسلحة.
  • التأكد من إتاحة الخدمات الطبية وتوفير غيرها من خدمات الدعم التي يحتاجها الضحايا.
  • تمكين الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة من الوصول الكامل ودون عوائق للتحقيق في مزاعم العنف الجنسي في إطار التفويض الممنوح لها.
  • التصديق على بروتوكول الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقيا وإدماج إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في القانون المحلي.

وقد وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام خلال الفترة ما بين 17 إلى 20 مايو 2023، حوادث اغتصاب ثلاث نساء من قبل مسلحين مجهولين في محلية قارسيلا أثناء ذهابهن لجلب المياه.

كما وقعت في الفترة من 5 مايو إلى 2 يوليو 2023، تسع حوادث اعتداء جنسي على النساء والفتيات في أحياء الإستاد والوحدة والثورة ومعسكر الحصاحيصا للنازحين. وحسب وصف الناجيات فإن الجناة كانوا رجالاً يرتدون زي قوات الدعم السريع وآخرون يرتدون ملابس مدنية و يستقلون دراجات نارية ومسلحون ببنادق آلية “كلاشينكوف”.

وفي الفترة من 15 سبتمبر إلى 25 أكتوبر 2023، تعرضت سبع نساء وفتيات للإغتصاب في مدينة زالنجي من بينهن فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا من المركز 1 داخل معسكر الحصاحيصا للنازحين على يد رجال مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة السودانية، مع العلم أن معسكر الحصاحيصا للنازحين يقع على بعد حوالي 1500 متر من مقر القوات المسلحة السودانية. وهو ما يوضح مدى الإفلات من العقاب والخروج على القانون في البلاد.

وبعد إنسحاب القوات المسلحة السودانية من منطقة زالنجي، تمكنت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المسلحة التابعة لها من الدخول إلى معسكر الحصاحيصا للنازحين من نواحي مدرسة زالنجي الثانوية ومقبرة في قرية دودو وإستباح المهاجمون المعسكر وإعتدوا جنسياً على 32 امرأة وفتاة من المراكز 1،5،6،7،10 الواقعة ضمن المعسكر. وقد وقعت الانتهاكات في الفترة من 29 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2023.

في الفترة من 5 مايو إلى 2 يوليو 2023، كان هناك ما لا يقل عن أربع حالات تحرش جنسي (لمس أجساد النساء بطريقة غير لائقة) في نفس أحياء زالنجي من قبل نفس الجناة ضد النساء والفتيات اللاتي تم العثور عليهن في الشوارع أثناء بحثهن عن مصدر للمياه أو خدمات أخرى.

شهادة الناجيات

تمكن المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام من التحدث إلى إحدى الناجيات، وهي السيدة عائشة (اسم مستعار) البالغة من العمر 28 عامًا والتي روت تجربتها الصادمة بشكل مؤلم ( في 29 أكتوبر 2023، في حوالي الساعة 11:00 صباحًا كنت متحركة من معسكر الحصحيصا للنازحين في زالنجي صوب مدينة نيالا في جنوب دارفور، أوقفني رجلان مسلحان، أحدهما كان يرتدي زي قوات الدعم السريع والآخر يرتدي ملابس مدنية. سألني الرجالان من أين أتيت وإلى أين أتجه وأجبت. ثم سألوني هل أنا متزوجة فأخبرتهم أنني أرملة وأن زوجي توفي العام الماضي بعد ذلك نقلوني عنوة  إلى مبنى (يبدو أنه عيادة أو منشأة طبية) حيث إغتصبني كلا الرجلين وشتموني بألفاظ نابية ووصفوني بأنني عاهرة يستخدمها جنود القوات المسلحة السودانية. بعد هذه الأفعال الشنيعة، تركني الرجالان في حالة سيئة حيث لم أتمكن من مغادرة المبنى حتى حوالي الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً“.

خلفية

بدأ إستخدم الاغتصاب كسلاح حرب في دارفور منذ عام 2003 حين تمردت جماعات معظمها من غير العرب ضد الحكومة السودانية المركزية. وقد خلق النزاع المسلح الجاري الآن مع الخروج على القانون في السودان حاليًا أرضًا خصبة للانتهاكات واسعة النطاق التي ترتكبها الأطراف المتحاربة علاوة على الميليشيات المتحالفة معها، وقد أصبح من الواضح أن السلطات عاجزة أو غير راغبة في إخضاعهم للمساءلة القانونية، حيث يواصل مرتكبو هذه الجرائم إستخدام الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء لإذلالهن وبث الخوف فيهن والسيطرة عليهن. وقد تعرضت النساء للاغتصاب في منازلهن أمام أقاربهن وأثناء فرارهن صوب مناطق أكثر أماناً.

منذ إندلاع النزاع المسلح في السودان، سجلت كلاً من الخرطوم ودارفور أكبر أعداد ضحايا العنف الجنسي، حيث تلقى المكتب المشترك لحقوق الإنسان في السودان حتى 2 نوفمبر 2023، تقارير موثوقة عن أكثر من 50 حادثة عنف جنسي مرتبطة بالأعمال العدائية، مما أثر على ما لا يقل عن 105 من الضحايا – 86 امرأة ورجل واحد و18 طفلاً. وشملت 23 حادثة إغتصاب، و26 حادثة إغتصاب جماعي وثلاثة محاولات إغتصاب.