تمت أول محاكمة للردة في السودان في العام 1968م 1 ، قبل النص عليها في القانون الجنائي السوداني ” الخامس 2 في العام 1991م تحت عنوان جريمة الردة المادة (126) ، التطور التاريخي للقوانيين الجنائية السودانية قاد إلي ظهور قوانيين مصدرها “الشريعة الإسلامية ” 1983م و التي عرفت علي نطاق واسع “بقوانيين سبتمبر” و التي غيرت في فلسفة وبنية القوانيين بإتساع نطاق العقوبات الجسدية و السالبة للحرية 3.
تاريخياً إرتبطت محاكمات الردة بالحالة السياسية في السودان ، فبتقصي الحالة الأولي كانت في العام 1968م 4 في مواجهة زعيم الجمهوريين الأستاذ محمود محمد طه ، حيث أدانته و حكمت عليه بالإعدام محكمة غير مختصة مع غياب لنص يجرم الردة في القانون السوداني الساري انذاك حيث إستندت علي ما عرف ” بدعاوي الحسبة” 5 في العام 1985م تمت المحاكمة الثانية للأستاذ محمود محمد طه أمام محكمة جنائية (غير مستقلة) أدانته بالردة في غياب نص يجرم الردة للمرة الثانية مستندة علي المادة (93) من قانون العقوبات لسنة 1983م (إثارة الحرب ضد الدولة) 6 ليتم تنفيذ حكم الإعدام عليه في 18 نوفمبر 1985م .الدوافع السياسية شكلت عضم الظهر في كلا المحاكمتين ، حيث مثل الشاكين في المحاكمة الأولي ممن عرفوا بإنتمائهم لجبهة الميثاق الإسلامي 7، التنظيم الذي دعم إعلان قوانيين الشريعة الإسلامية في العام 1983م ، التي إنتقدها محمود محمد طه لتشكل السبب الحقيقي الذي بموجبه أخضع “طه” للمحاكمة الثانية .
من اجل قراءة التقرير كاملا اضغط تقرير الره في السودان