الأحد , نوفمبر 24 2024
enar
PHOTO-2023-06-21-18-28-27

السودان: مقتل ألف وجرح العديدين وتشريد الألاف في إقليم دارفور مع تواصل الصراع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع

كشف المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام وفي اطار الجهود التي يبذلها في اتجاه مراقبة ومتابعة الأوضاع في مختلف ولايات السودان خلال شهر مايو 2023 وعلى جه الخصوص في إقليم دارفور، عن الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا. حيث بلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين قتلوا خلال الأحداث التي وقعت في إقليم دارفور حوالي 1000 شخص، واصيب عدد آخر دون الحصول على الرعاية الطبية، ونزح الآلاف إلى دولة تشاد ومناطق أخرى آمنة نسبياً داخل السودان. ويكرر المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام مناشدته للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع إحترام اتفاقيات وقف إطلاق النار واحترام حقوق المواطنين في الحياة والممتلكات. ويغطي هذا التقرير الفترة من 15 أبريل إلى 20 يونيو 2023.

ظهرت عدة مبادرات من قبل السلطات واللجان المحلية للسيطرة على النزاع المسلح بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي اندلع في 15 أبريل 2023. جاءت أولى تلك المبادرات المحلية من قبل الإدارة الأهلية في ولاية شرق دارفور في 20 إبريل 2023 وتم تبنيها لاحقاً في الفاشر بولاية شمال دارفور. بدأ إنشاء هذه اللجنة من قبل السيد نمر عبد الرحمن والي ولاية شمال دارفور. وكان تفويض اللجنة هو المبادرة في تقديم اتفاقيات وقف إطلاق النار والتوسط فيها بين الطرفين المتنازعين ومنع وقوع انتهاكات خطيرة. وقامت اللجنة في 29 أبريل 2023 باشراك القوات المشتركة المنشأة بموجب اتفاق سلام السودان 2020 لتأمين بعض المناطق مثل الأسواق المحلية. وفي ولاية وسط دارفور تدخلت الإدارة الأهلية من خلال مبادراتها المحلية وأقنعت الأطراف بالدخول في اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مايو 2023 ولكن للأسف انتهى الأمر بانتهاك الاتفاق من قبل تلك الأطراف. ولم يختلف الوضع في ولاية جنوب دارفور حيث بادرت الإدارة الأهلية التي تضم في عضويتها مقاتلين سابقين في القوات المسلحة السودانية وأعضاء من نقابة المحامين السودانيين وجمعية رجال الأعمال، بتقديم مشروع اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 أبريل 2023 والذي تعرض بدوره إلى الانتهاك من قبل الأطراف المعنية. وتدهورت الأوضاع في ولايتي وسط وجنوب دارفور نتيجة للقرار الصادر من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (القائد العام للقوات المسلحة السودانية) في 14 مايو 2023 بإلغاء صرف رواتب قوات الدعم السريع.

وفي ولاية غرب دارفور، كان الوضع هادئاً بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية على قاعدتها وسيطرت قوات الدعم السريع على المطار والقاعدة العسكرية السودانية التشادية المشتركة في 15 أبريل 2023 حتى 24 أبريل 2023 قبل يوم واحد من إطلاق اتفاق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد. وهو جهد جماعي لحوالي 78 من قادة الإدارة الأهلية في جميع ولايات السودان. لسوء الطالع، تحول الوضع نحو الأسوأ في 25 أبريل 2023، عندما تصاعدت التوترات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ومن العوامل الأخرى التي أججت الوضع هو حصول المدنيين على الأسلحة من مخازن القوات النظامية. وهو ما حفز العديد من أفراد الجماعات العربية إلى الانضمام إلى قوات الدعم السريع، بينما قاتلت قبيلة المساليت وغيرها من الجماعات غير العربية بما في ذلك النازحين في مخيمات الجنينة ضد قوات الدعم السريع وحلفاؤها من الجماعات العربية. ومن ناحية أخرى، انسحبت القوات المسلحة السودانية من الجنينة وعادت إلى قاعدتها.

انضم العرب المسلحون في معظم الولايات باستثناء شرق دارفور، إلى قوات الدعم السريع. وقام بعض جنود الدعم السريع بعمليات نهب واسعة للممتلكات العامة والخاصة، مما أدى إلى انهيار كامل للمنشآت الطبية في مدينتي الجنينة وزالنجي. ولحسن الحظ، واصلت بعض المستشفيات العمل جزئياً في جنوب وشمال وشرق دارفور في ظل النقص الحاد في الامدادات الطبية والعاملين، قتل أكثر من ألف شخص وأصيب عدد آخر بجروح دون إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية.

وعلى الرغم من تواجد القوات المسلحة السودانية في قواعدها في جميع ولايات دارفور الأربع، إلا أن هناك العديد من العرب المسلحين الذين يدعمون قوات الدعم السريع حول المدن الرئيسية شارك في نهب الممتلكات. في حين اقتصر دور القوات المسلحة السودانية على تجنيد مقاتلين سابقين ومتمردين في شمال دارفور بالإضافة إلى أعضاء سابقين في حرس الحدود الذين كانوا تحت قيادة موسى هلال في شمال وجنوب دارفور.

لم يقتصر الوضع على التوتر بين القوات المسلحة والدعم السريع حيث كان هنالك نقص كبير في خدمات الكهرباء والمياه وانقطعت الاتصالات بالكامل عن وسط وغرب دارفور منذ 17 مايو 2023. وقد ساهمت كل هذه العوامل مجتمعة لإعداد دارفور للحرب. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تكوين الانتماءات العرقية وعمليات النهب وحيازة الأسلحة على نطاق واسع في غرب دارفور. وقعت إحدى الحوادث في أبريل 2023 عندما تمكنت قبائل غير عربية من الوصول إلى مخازن أسلحة تابعة للقوات النظامية. ومن الجدير بالذكر أن الوضع في دارفور كان متوتراً بالفعل قبل اندلاع النزاع المسلح في 15 أبريل 2023.ووثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام العديد من حوادث الانفلات الأمني في دارفور والتي أدت إلى مقتل 64 شخصا، وحوادث القصف الجوي للمنازل السكنية بما في ذلك منزل الدكتور الهادي إدريس رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان/المؤتمر الانتقالي بالخرطوم من قبل طائرات القوات المسلحة السودانية في 8 يونيو 2023. والمؤتمر الانتقالي هو أحد الموقعين على اتفاقية سلام السودان 2020 والدكتور الهادي هو أيضًا عضو في المجلس السيادي السوداني.

في 14 يونيو 2023، قُتل الفريق أول خميس أبوبكر والي غرب دارفور. وكان السيد خميس رئيسا للتحالف السوداني وتم تعيينه بناء على اتفاق سلام السودان 2020. وأصدر التحالف السوداني بيانا اتهم فيه المليشيات العربية المسلحة في الجنينة بغرب دارفور وعناصر النظام السابق بالمسؤولية عن كافة الانتهاكات في دارفور. إلا أن مصدر موثوق أبلغ المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام أن السيد خميس قُتل على يد مجموعة عربية مسلحة بعد اكتشاف مكان اختبائه. وكان السيد خميس قد تعرض في وقت سابق لإصابات أثناء احدى الهجمات وقد تعافى قبل أن يلقى حتفه.

ولاية غرب دارفور:

يتحمل تحالف قوات الدعم السريع مع المليشيات العربية المسلحة مسئولية تأجيج النزاع المسلح في الجنينة. في  يوم 27 إبريل 2023 أدى الصراع  لمقتل 67 شخصاً وإصابة 57 آخرين في حيي التضامن والثورة و11 مفقوداً تم اكتشاف جثثهم لاحقاً في الوادي. ولم يتم الكشف عن عدد الضحايا العرب. قُتل مدير الشرطة داخل منزله على يد مهاجمين مجهولين. كما وقعت حوادث نهب في سوق الجنينة الرئيسي من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية لمدة خمسة أيام مباشرة بعد نهب المساكن التي تشغلها الطبقة المتوسطة غير العربية في الجنينة.

 توصلت قبائل المساليت والقبائل والعربية في الاول من مايو 2023 إلى هدنة واتفقت على إنهاء الصراع من خلال جهود قادة المجتمع من كلا الجانبين. لكن ولسوء الحظ، بعد فترة وجيزة وقع هجوم آخر من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية استهدف المناطق السكنية بما في ذلك مقر إقامة سلطان قبيلة المساليت، السيد سعد بحر الدين. ولحسن الحظ، لم يكن موجوداً في المنزل، إلا أن المغيرين قتلوا اثنين من حراسه ونهبوا الممتلكات بما في ذلك 8 مركبات وذهب. كما اعتقلوا السيد أسعد بحر الدين، شقيق السيد سعد، وتم نقله إلى حي أمدوين الذي احتله العرب وتم إطلاق سراحهم لاحقًا في الساعة السادسة مساءً من نفس اليوم. ومن الواضح أن المجموعة كانت تستهدف السلطان أثناء الهجوم لأسباب لا تزال مجهولة. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 280 شخصا وإصابة 160 آخرين. وشارك زعماء من القبيلتين خلال الصراعات؛ مسار والطاهر السنوسي كرشوم وحافظ تاج الدين من القبائل العربية ومجيب الرحمن يعقوب وصالح أرباب من قبيلة المساليت.

في 10 مايو 2023، قام جنود سابقون في القوات المسلحة السودانية بتوزيع أسلحة على أهالي حي الزهور والشاطئ بمدينة الجنينة. كما قام السيد الفاضل الشريف، عضو حزب المؤتمر الوطني، بتسليح مجموعة مكونة من 150 عربيًا وأمرهم بتدمير المباني الحكومية والمباني العامة بما في ذلك معسكرات النازحين.

وفي 11 مايو 2023، وقع هجوم آخر استهدف أحياء التضامن والبحيرة والثورة والمجلس مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص وتهجير ما يقرب من 42,639 أسرة عبرت الحدود إلى تشاد وبدأت عملية التسجيل كلاجئين. ارتفع عدد السودانيين الفارين كلاجئين إلى تشاد إلى 3,000 بحلول 10 يونيو 2023. وتم إبلاغ المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام بشكل موثوق أن بعض الأشخاص دفعوا 500 ألف جنيه سوداني، أي ما يعادل 850 دولارًا أمريكيًا للعرب لتمكينهم من العبور إلى تشاد. ويبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين قتلوا حوالي 1,000 شخص والمصابين حوالي 2,200 شخص دون إمكانية الحصول على الدعم الطبي على الرغم من أن حوالي 650 جريحًا حصلوا على الرعاية الطبية من بلدة أدري. وقد أدى الصراع المستمر بين الطرفين إلى عمليات قتل واسعة النطاق وتدمير للممتلكات، لا سيما بسبب القصف الذي استهدف المناطق السكنية والمرافق الطبية. وكان العاملون في المجال الطبي أيضاً ضحايا لهذه الهجمات. على سبيل المثال، السيد آدم زكريا، احد افراد الطاقم الطبي الذي قُتل في 14 مايو 2023. كما تم الاعتداء على مجموعة من المعلمين الذين كانوا يقيمون في دار الضيافة في الجنينة. وقد قُتل عدد من الأطفال منذ اندلاع النزاع المسلح، على سبيل المثال، قُتل السيد مبارك أبو بكر يحيى وأطفاله خلال إحدى الهجمات على منزلهم. كما فقد السيد محمد جفون وولديه حياتهم بطريقة مماثلة.

في 15 أبريل 2023، الساعة 11:00 صباحًا، قام السيد عبد الرحمن جمعة، قائد قوات الدعم السريع، بتسليم نفسه للقوات المسلحة السودانية. وأبلغ مصدر موثوق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام أن بعض القوات المسلحة السودانية عبرت الحدود إلى تشاد في محاولة للامتناع عن المزيد من الصراع.

في 24 أبريل 2023، قتل مهاجمون مجهولون نائب قائد شرطة ولاية غرب دارفور، السيد عبد الباقي الحسن محمد، داخل منزله بالجنينة.

هناك استهداف للمدافعين عن حقوق الإنسان أيضًا في الجنينة بما في ذلك الأطباء والمدافعين الذين شاركوا في حوادث سابقة مثل هجوم كريدينج 2019 وهجوم مستري 2020. وقد قُتل ما لا يقل عن 8 مدافعين عن حقوق الإنسان في الجنينة.

تم قطع خدمات الكهرباء والمياه منذ 25 أبريل، في حين تم قطع خدمة الإنترنت في 22 مايو وحتى الآن.

محلية قارسيلا

في 17 أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على محلية قارسيلا، ولكن بتدخل السلطات المحلية تم الاتفاق على قيام جنود الدعم السريع بتسليم أسلحتهم وضمان سلامة السكان المحليين. لكن للأسف استغلت المليشيات العربية الوضع ونهبت السوق. وفي 8 يوليو 2023، قامت المجموعة مرة أخرى بنهب العديد من ممتلكات المدنيين.

ولاية شمال دارفور

سيطرت قوات الدعم السريع في شمال دارفور، على قاعدة القوات المسلحة السودانية الموجودة في منطقة كبكابية في 15 أبريل 2023 ومنذ ذلك الحين احتفظت بالسيطرة عليها. قائد قوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، هو السيد جدو أبو شوك الذي تعود اصوله الى منطقة كتم كان قد أصيب في بداية النزاع المسلح وتم إجلاءه إلى مستشفى الابرار في جنوب دارفور، وهي منطقة تحت سيطرة الدعم السريع. ولكنه توفي لسوء الحظ في الأسبوع الثاني من مايو 2023 وتم ترقية نائبه السيد النور ابوجبة كقائد اول لقوات الدعم السريع في شمال دارفور. ومع ذلك، ليس للسيد النور سيطرة كاملة على قواته وقد بان ذلك في عدة مناسبات، أبرزها اتفاقات وقف إطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وهي مبادرة من حاكم شمال دارفور الذي أنشأ لجنة للعمل كوسيلة للتواصل بين الطرفين المتصارعين وبالتالي الحفاظ على السلام في مدينة الفاشر. واصلت قوات الدعم السريع النهب في عدة مناطق مجاورة لقيادة كل من الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، حيث فر السكان الى المنطقة الجنوبية من المدينة ولجأوا إلى المدارس مثل مدرسة علي السنوسي.

قام السيد مني اركو مناوي، رئيس جيش تحرير الشعب السوداني (SPLA)، وهو احد الموقعين على اتفاق سلام السودان في 2020 بنقل قواته من الخرطوم إلى دارفور وأعلن أن مهمة قواته هي حفظ السلام. ومع ذلك، عند وصوله، وقع حادثان لانتهاك اتفاقيات إيقاف إطلاق النار. أبلغ مصدر موثوق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام ان السيد مناوي التقى قائد الدعم السريع لضمان السيطرة الكاملة على قواته. كما التقى سابقًا مع قائد الدعم السريع في الخرطوم لمناقشة نفس القضايا. في 23 مايو 2023، تعرضت قوات حفظ السلام المشتركة المكونة من قوات مناوي وفصيل حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي والمكونة من 18 مركبة عسكرية بقيادة دكتور الهادي إدريس، تعرضت لكمين من قبل مجموعة عربية مسلحة بينما كانت في طريقها إلى مدينة الجنينة في غرب دارفور لمهمة حفظ السلام.

في 28 مايو 2023، أنشأت القوات المشتركة من قوات مناوي والمجلس الانتقالي أربع نقاط تفتيش على بعد كيلومتر واحد من سوق الفاشر في اتجاهات جغرافية مختلفة كتدبير لحماية المدنيين الذين يتحركون داخل السوق وخارجه. وقد افادت هذه المبادرة المدنيين كثيراً.

أبلغ مصدر موثوق المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام أن السيد مني مناوي زار تشاد لمناقشة إمكانية استخدام مطار ام جرس كمنفذ لدخول المساعدات الانسانية الى دارفور.

في 19 يونيو 2023، سيطر الدعم السريع على قاعدة القوات المسلحة السودانية في مدينة طويلة بشمال دارفور مخترقاً بذلك وقف إطلاق النار الموقع في 17 يونيو 2023، حيث قتل 7 أشخاص على الأقل وأصيب العديد خلال هذا الهجوم.

كتم شمال دارفور

في الرابع من يونيو 2023، قُتل السيد حافظ داؤود، وهو من قبيلة الرزيقات المحاميد في مدينة كتم التي تقع على بعد 67 كلم غرب مدينة الفاشر في شمال دارفور، وقد كان القتيل ضابطاً سابقاً في قوات حرس الحدود بقيادة موسى هلال.

شن الدعم السريع هجوما على قاعدة القوات المسلحة في كتم وفرض سيطرته عليها وأعتقلوا قائد القاعدة بالاضافة لاثنين من الضباط الآخرين، متهمين القوات المسلحة بتسليح القبائل غير العربية وتشكيل تحالفات. ثم شن العرب المسلحون هجمات واسعة النطاق ونهبوا مدينة كتم مما أدى إلى مقتل حوالي 39 شخصًا وإصابة العديد من المدنيين. هرب عدد من السكان من كتم متوجهين إلى مناطق كورما وكافوت على بعد 45 كيلومترًا سيرًا على الأقدام. تم نقل الجرحى إلى مستشفى الفاشر الجنوبي لتلقي الرعاية الطبية. وتمكن النازحون في معسكر كساب من حماية معسكرهم من هجمات المسلحين العرب.

وسط دارفور

يختلف الوضع في وسط دارفور تمامًا حيث بذل القادة المحليون جهودًا للحفاظ على السلام منذ اندلاع الصراع. في محلية أم دخن، وافق حوالي 36 مسؤولًا من الإدارة الأهلية على ضمان الأمن في أم دخن. لقد عقدوا سلسلة من الاجتماعات في مباني المجلس المحلي. حضر الاجتماعات المدير التنفيذي للجنة المساعدات الإنسانية (HAC)، الدكتور حسن أبكر. وافق المشاركون على نشر قوات الشرطة لحماية الولاية بدعم من لجنة الإدارة الاهلية. كان هذا بمثابة إجراء لمواجهة الهجمات التي تمت خلال الأسواق الأسبوعية لأم دخن من قبل مجموعة من العرب المسلحين الذين ينتقلون من وحدة الإدارة الفرعية في كبار الواقعة شرق أم دخن إلى بنتمسي ثم إلى العاصمة زالنجي. في 16 أبريل 2023 قام الدعم السريع بإزالة قوات الأمن المحلية من ام دخن. وكانت قوات الأمن قد عادت مؤخرًا في فبراير 2023 منذ انسحابها بعد سقوط البشير في عام 2019. على عكس القوات المسلحة السودانية، ليس للدعم السريع قاعدة في ام دخن.

في 16 مايو 2023 سيطرت قوات الدعم السريع على قاعدة القوات المسلحة السوداني في ام دافوق في وسط دارفور.

زالنجي عاصمة وسط دارفور

كان الوضع في زالنجي متوتراً منذ 17 مايو 2023. حيث شهدت المدينة تبادلًا خطيرًا لإطلاق النار بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما أثر على جميع المجالات بما في ذلك تلك المجاورة لقاعدة القوات المسلحة. تمكن عدد من الأشخاص من الفرار من المدينة إلى مناطق آمنة نسبيًا.

لم تنجح مبادرة الإدارة الأهلية في الحصول على اتفاق لوقف لاطلاق النار بين القوات والمسلحة والدعم السريع في 25 أبريل 2023. على الرغم من وجود القوات المسلحة في قاعدتهم محروسين بالقناصة أثناء انتشار قوات الدعم السريع في المدينة. إلا أن القوات الجوية السودانية – وفي ثلاث مناسبات مختلفة – قصفت مناطق سكنية أثناء استهدافها قوات الدعم السريع والعرب المسلحين.

على غرار ما جرى في الولايات الاخرى، نهبت الميليشيات العربية وبعض المنتمين للدعم السريع الأسواق.

كما هو الحال في مدينة الجنينة تنعدم خدمات الكهرباء والمياه في زالنجي مع غياب كامل للخدمات الطبية.

ولاية جنوب دارفور

يخضع الجزء الجنوبي من جنوب دارفور بالكامل لسيطرة القوات المسلحة، بينما يسيطر الدعم السريع على الجانب الشمالي. تم ترسيم الحدود بين المنطقتين بشكل واضح لإبعاد الطرفين عن بعضهما البعض، وهي مبادرة من مجموعة مجتمعية. ومع ذلك، تدهور الوضع بعد دفع رواتب القوات المسلحة التي جاءت عبر البنك المركزي في وسط دارفور وقرار الفريق أول البرهان ايقاف دفع رواتب الدعم السريع. وأدى ذلك إلى اشتباكات بين الطرفين استمرت لعدة أيام، وشمل ذلك نهب الميليشيات العربية المسلحة وبعض منتسبي الدعم السريع للاسواق والمناطق السكنية ومباني المنظمات غير الحكومية. فقد العديد من الناس حياتهم، وأصيب العديد بجروح خلال الاشتباكات.

في 18 يونيو 2023، استولى الدعم السريع على قاعدة القوات المسلحة في مدينة رهيد البردي في جنوب دارفور. وهو ما سيمنح الدعم السريع ميزة للوصول إلى للخرطوم من جمهورية وسط إفريقيا دون قيود من قبل القوات المسلحة.

ولاية شرق دارفور

في ولاية شرق دارفور، ظل زعيم الادارة الاهلية، السيد محمود مادبو ناظر الرزيقات في عموم السودان يدعو باستمرار لوقف إطلاق النار منذ اندلاع الصراع المسلح في 15 أبريل 2023. في محاولة للترويج للسلام، نظم الناظر مباريات في كرة القدم في جميع أحياء مدينة الضعين في الفترة من 7 إلى 23 مايو 2023. كما بذل جهدًا للحصول على الوقود لتشغيل محطات الطاقة عندما تم فصل الكهرباء لمدة أربعة أيام. أُبلغ مصدر موثوق المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام بشكل موثوق أن السيد محمود اشترى الوقود من ليبيا عبر مراكز تجارة الحدود.

نهب الممتلكات

منذ 15 مايو 2023 وصل عدد من مركبات اللاندكروزر الخاصة التي يقودها منتسبين للدعم السريع إلى مدينة الضعين، شرق دارفور من الخرطوم قبل أن يغادروا المدينة عبر الاتجاهات الغربية والجنوبية الغربية. بحلول نهاية شهر مايو 2023، وصل ما يقرب من 50 مركبة لاند كروزر مدينة الضعين يشتبه في أنها سرقت من الخرطوم. تم تحميل المركبات بصناديق تحتوي على اشياء مختلفة بما في ذلك العملات المختلفة. شاهد عيان أبلغ المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام بأن الصناديق تحتوي على دولارات أمريكية أيضًا. وأدى ذلك إلى انخفاض العملة السودانية في الضعين حيث تم تحويل الدولار الأمريكي بما يعادل 450 جنيهًا سودانيًا، في حين كان المعدل الرسمي 620. في وقت لاحق، في 30 مايو 2023، ارتفع المعدل إلى 600 جنيه سوداني مقابل دولار أمريكي واحد.

في 12 يونيو 2023، وصل عدد من السيارات الخاصة المشابهة لتلك التي شوهدت في الضعين إلى الفاشر في شمال دارفور عبر الطريق الرئيسي الرابط مع الخرطوم. أبلغ شاهد عيان المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام أن عدد المركبات تتراوح بين 50 إلى 70 عربة وقد تم تحميلها بعناصر مختلفة لم يتمكن من التعرف عليها. واصلت المركبات في وقت لاحق مسيرها إلى مدينة كتم.

تطورات أخرى

في 16 أبريل 2023، تعرض منزل السيد محمد بشير أبو نمو في الخرطوم للقصف من قبل القوات المسلحة السودانية مما أدى إلى مقتل اثنين من حراسه. السيد محمد بشير هو وزير المعادن وعضو حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي.

الوضع الإنساني

قُتل بدر الدين يوسف وهو عامل إنساني يعمل مع الإغاثة العالمية على يد القوات المسلحة السودانية. بينما تعرض السيد توفيق علي حميد والذي يعمل لصالح منظمة الهجرة الدولية إلى الإصابة بجروح في يده أثناء تواجده بالقرب من مسجد في حي الوادي في زالنجي، وسط دارفور.

في 5 مايو 2023، تمكنت السيدة آمنة النور آدم التي تعمل مع برنامج الغذاء العالمي في مكتب كبكابية في شمال دارفور من العودة بأمان إلى منزلها في الفاشر.

أسماء الضحايا

الجنينة، غرب دارفور

  • عبد الخالق مطر مدافع عن حقوق الإنسان
  • عامر محمد جفون
  • أبكر إسماعيل
  • عبد العزيز آدم محمد
  • عبد الحكم معلم
  • عبد الكريم أحمد
  • عبد الكريم إسحاق علي
  • عبد الخالد مطر مدافع عن حقوق الإنسان
  • عبد الرحمن عبد المطلب
  • عبد الله أبكر إبراهيم
  • أبوبكر حسن تاج الدين
  • آدم عبد الكريم
  • آدم الدومة طبيب
  • آدم بدوي
  • آدم بخيت
  • آدم إسحاق
  • آدم إسحاق علي
  • آدم نقالة شرار أرباب
  • آدم زكريا عامل في الحقل الطبي
  • أحمد آدم هارون
  • أحمد بولاد إدريس
  • أحمد محمد أبو شلخة
  • أحمد سعيد
  • أحمد يحيى عبد الله
  • الدقاق مادبو
  • دكتور الفاضل عبد الله
  • علي سمين
  • الصادق محمد أحمد
  • آمال يحيى مطر
  • عمار عبد العزيز
  • عمار عيسى الطاهر
  • أمير جفون
  • أشرف أبكر مطر
  • عاصم إبراهيم يعقوب دارفوري
  • بدوي بحر الدين من زعماء الادارة الأهلية لسلطان المساليت ومن عائلة السلطان
  • الفاتح شاع الدين شمو
  • الطيب كودي محامي ومدافع حقوق الإنسان
  • آدم الطيب شيخ الدين
  • الطيب دهب
  • الطيب جرفندا
  • الطيب يعقوب محمد
  • فوزية عيسى محمد
  • حميد محمد آدم
  • هاشم شمو
  • الحزين جاري آدم
  • حسين إبراهيم أحمد حسين
  • إبراهيم أحمد حسين الملقب بـ”عزازا”
  • إبراهيم جمعة عبد الله إبراهيم
  • إسماعيل محمد: 32 عام
  • خديجة الطاهر حجر
  • خميس عبد الله أبكر حاكم غرب دارفور
  • خميس أرباب محامي ومدافع عن حقوق الإنسان
  • خضر سليمان مدافع حقوق الإنسان ومدير مكتب EIDA منظمة EIDA
  • محمد عبد الله
  • محمد الزين
  • محمد عبد الرحمن إسحاق
  • محمد أحمد كيدي مدافع عن حقوق الإنسان
  • محمد بادهير عواد: 25 عام
  • محمد النور يوسف
  • محمد حسن بدوي مهندس
  • محمد سعد بحر إلدين. ابن سلطان مساليت
  • مبارك النور يوسف
  • مبارك إبراهيم
  • مدثر
  • مصطفى ديفيد
  • مصطفى إسحاق
  • معتز محمد عبد الجليل
  • نور الدايم عبد العزيز
  • عمر أزهري الامام

شمال دارفور

  • رياض زاكي أبكر خاطر
  • محمد أحمد أبو ألمؤمن
  • معتز مصطفى محمد علي
  • يعقوب اسماعيل علي آدم
  • عبد الماجد محمد عمر
  • اسم مجهول: 16 عام
  • عبد العزيز آدم تميم
  • بكري خليل محمد صالح

كتم

  • حسين إدريس سليمان
  • التجاني إدريس سليمان
  • عبد الجبار ادريس سليمان
  • بابكر إدريس سليمان
  • النور محمد سليمان
  • عمدة عبد الرحمن

طويلة

  • علاء الدين أحمد عبد الله
  • محمد علي عبد الله محمد
  • أبو القاسم يحيى حامد
  • محمد عبد الله
  • أنور ابوبكر ادم علي
  • عماد التجاني النور

ولاية جنوب دارفور

  • نعمان حسن سالم
  • بريش حسن سالم
  • حيدر حامد جمعة
  • حميد حامد جامعة
  • خديجة مصطفى
  • حسام كمال حامد الشريف
  • أحمد كمال حامد الشريف
  • محمد جمال
  • ودعة.
  • مصطفى علي حمدان
  • ودعة السيد الحاج
  • محمد جمال
  • ناصر بيلو
  • النذير محمد السيار
  • صافية تاج الصافي
  • محمد عبد المجيد
  • مصطفى علي حميدان

وسط دارفور

  • جمال محمد عبد الكريم
  • قرشي يعقوب
  • عرفة يوسف محمد
  • مدثر سعيد الطاهر
  • حواء أبكر
  • محمد عبد الله إدريس

أسماء المصابين:

الفاشر، شمال دارفور

أسماء المصابين بسوق الفاشر من جراء هجوم مجموعة من قوات الدعم السريع لنهب السوق وتدخلت القوات المسلحة السودانية:

  • علي محمد آدم 83 عام
  • مهند عبد الهادي محمد 10 سنوات
  • مهند صالح جبريل 11 عام
  • أنور علي إلدين محمد 22 عام
  • كلتوم زكريا ابوبكر 34 عام
  • محمدين محمد 34 عام
  • سيف موسى 47 عام
  • آدم عبد الرازق 60 عام
  • ابراهيم محمد مبارك 18 عام
  • عائشة إسماعيل محمد 42 عام
  • حمزة يعقوب 19 عام

كتم

  • عبد السلام معمر آدم 23 عام
  • نورا آدم 23 عام
  • محمد خليل محمد 47 عام
  • الصادق إبراهيم سليمان 45 عام
  • صلاح الدين إبراهيم
  • خالد عبد الرحمن 58 عام
  • فاطمة عبد الله آدم 60 عام
  • صالح آدم عبد الله 55 عام

طويلة:

  • بحر محمد يحيى
  • رضوان محمد يحيى
  • آدم يحيى
  • محمد أحمد النور
  • بثينة يحيى ضوالبيت