الأحد , نوفمبر 24 2024
enar
IMG_7553

غرب دارفور: تحقيق العدالة لسبع فتيات جامعيات تم إختطافهن وإخضاعهن للعبودية الجنسية في الجنينة

           يعرب المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS) عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف الجنسي خلال النزاع المسلح المستمر في السودان. وقد تمكن الناجيات من تحديد الجهات المسلحة التي إعتدت عليهم، بما في ذلك القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، والميليشيا العربية، وقوات التحالف السوداني. حيث تعرضت العشرات من النساء والفتيات للعنف الجنسي، الذي بلغ حد الإغتصاب. بعض الضحايا تعرضن للاستعباد الجنسي بعد إحتجازهن لعدة أيام. في هذا البيان، وثّق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام حادثة إختطاف سبع فتيات جامعيات من قبل قوات التحالف السوداني وانتهاكهن جنسيًا لمدة 14 يومًا.

  أنشأت قوات التحالف السوداني نقطة تفتيش في 25 مايو 2023، بالقرب من داخلية بنات الزهراء وذلك بالقرب من جامعة الجنينة الواقعة في المنطقة الغربية من مدينة الجنينة. في حوالي الساعة العاشرة مساءً، قامت مجموعة من الجنود يرتدون ملابس مدنية بقيادة السيد عبد الله الملقب ب(أبو تلاتين) بمداهمة الداخلية التي تقيم فيها 17 طالبة من ولايات شمال وجنوب وشرق ووسط دارفور من اللائي تقطعت بهن سبل العودة إلى ديارهن بسبب النزاع المسلح.

     قامت المجموعة المهاجمة بتقسيم الفتيات إلى مجموعتين. حيث بقيت عشر فتيات في الداخلية بينما تم نقل سبع فتيات إلى منزل شاغر مكون من خمس غرف هجره أصحابه في حي النهضة، حيث تعرضن للإنتهاك الجنسي منذ يوم إختطافهن. كما قام الجناة بتصويرهن في مقاطع فيديو عاريات وتهديدهن بنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. علاوة على ذلك، أُجبرت الفتيات على القيام بالأعمال المنزلية مثل الطبخ وغسل الملابس.

       تعرضت المنطقة لهجمات عنيفة في 9 يونيو 2023، من قبل قوات الدعم السريع إضطرت بعدها قوات التحالف السوداني للإنسحاب، ما أتاح الفرصة للسجينات/الضحايا (الفتيات السبع) بالفرار، و لجأن إلى منزل أقارب أحدى الضحايا في الجنينة حيث تم تقديم الرعاية الطبية. كما تم جمع تبرعات من الخيريين حيث تمكن من العودة لديارهن. أُتيح للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام الاتصال ببعض الناجيات اللائي روين قصتهن المفجعة. تجدر الإشارة الى أن جميع الأسماء الواردة في الشهادات ليست حقيقية لحماية الضحايا من الإنتقام.

وفي إفادة للسيدة (ناجية)، إحدى الناجيات، للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام قالت: (تعرضنا للاعتداء الجنسي منذ اليوم الأول عندما داهمواالداخلية وتم ذلك بحضور آخرين وقد تكرر الأمر كل يوم حتى أثناء فترة الحيض لقد أُجبرنا للإمتثال تحت تهديد السلاح).

وأردفت السيدة فاطمة: (لقد تعرضنا للتعذيب الجسدي بما في ذلك الضرب بأعقاب البنادق، مما أصابني بجروح في الرأس نتيجة لذلك).

وقالت السيدة أمينة إنها لم تتمكن من الفرار بسبب الحراسة الأمنية المشددة على البيت، حيث كان الجناة مسلحين ببنادق آلية داخل المنزل وحوله. وذكرت أن أحد الحراس كان يدعى إدريس و يلقب بجينجا (لأنه نحيف). بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك قتال عنيف بالأسلحة النارية في المنطقة التي يقع فيها المنزل ، مما زاد من صعوبة الهروب.

وذكرت السيدة مريم قائلة: (تمت مصادرة معظم هواتفنا بعد المداهمة، وعلى الرغم من وجود واحد مع إحدانا، إلا أنه كان من المستحيل التواصل مع عائلاتنا بسبب انقطاع الاتصالات. كنا مجبرين على طهي كميات كبيرة من الطعام يومياً، وعندما نفد دقيق الذرة، كان علينا طحن الذرة يدوياً. كما أُجبرنا على البقاء عاريات لمنعنا من الهرب. وأضافت (لم نحظ بأي رعاية طبية رغم مناشداتنا).

وقالت السيدة سلمى: “لقد تعرضنا للضرب كثيراً و أُجبرنا على النوم على الأرض دون فراش. حتى أنني فقدت شعري نتيجة لهذا الوضع القاسي. إلا أنني تمكنت من التعرف على أحد الجناة ويدعى أبو تلاتين”.

وقد حصل المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام على معلومات موثوقة بأن السيد أبو تلاتين مدان سابق تم سجنه في سجن أردماتا بتهمة حيازة المخدرات إلى حين إنضمامه إلى قوات التحالف السوداني في 25 أبريل 2023 بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.

ولا يزال المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام يسعى لجمع المعلومات حول مصير المجموعة الثانية المكونة من عشر  فتيات بقين في الداخلية .

يدين المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام الإعتقال التعسفي والعنف الجنسي ضد الفتيات الجامعيات السبع وجميع المدنيين في السودان. ويدعو كل من:

السلطات السودانية ل:

  • إصدار بيان عام يدين العنف الجنسي المرتبط بالنزاع وإصدار أوامر بعدم التسامح معه.
  • إجراء تحقيق شامل ونزيه في جميع التقارير المتعلقة بالعنف الجنسي، سواء ارتكبتها جهات حكومية أو غير حكومية بهدف محاسبة الجناة.
  • إلغاء القوانين التي توفر الحصانة من الملاحقة القضائية لمرتكبي الجرائم، بما في ذلك قانون القوات المسلحة.
  • التأكد من أن خدمات الدعم الطبية وغيرها من خدمات الدعم المناسبة متاحة للضحايا.
  • تمكين الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية من الوصول الكامل ودون عوائق للتحقيق في مزاعم العنف الجنسي ضمن صلاحياتها.
  • التصديق على بروتوكول الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة في أفريقيا وإدماج إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في القانون المحلي.

القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والميليشيات العربية ل:

  • وضع حد للعنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب.
  • السماح للضحايا بالوصول الكامل إلى الدعم الإنساني، بما في ذلك المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية والقانونية.
  • الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني.

المجتمع الدولي إلى:

  • إدانة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والضغط علناً وسراً على السلطات السودانية للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

خلفية

    تمعت مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بالأمن والسلام على الرغم من إندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 في السودان، حتى 24 أبريل حيث مددت الأطراف المتحاربة المعارك إلى المدينة في محاولة للسيطرة عليها. إلا أن الوضع أخذ شكلاً مغايراً بعد إنضمام أطراف أخرى للنزاع المسلح؛ حيث إنضمت الميليشيا العربية إلى قوات الدعم السريع، وإنضمت قوات التحالف السوداني بقيادة حاكم غرب دارفور الراحل الجنرال خميس أبو بكر إلى القوات المسلحة السودانية. ويشكل المساليت بشكل رئيسي عصب قوات التحالف السوداني مما يحول الصراع في دارفور إلى صراع عرقي.