الأحد , نوفمبر 24 2024
enar
PHOTO-2023-11-22-16-18-08-3

تعرض أربعة عشر امرأة من النازحين داخلياً بينهم أطفال إلى العنف الجنسي في جنوب دارفور

واصل المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة في السودان. وأصبح من اللفت للنظر تصاعد وتيرة العنف الجنسي في سياق الصراع الدائر في السودان بصورة مثيرة للقلق وتستدعي اهتماما دوليا عاجلا. فقد تحول الصراع بشكل مأساوي إلى حرب تستهدف أجساد النساء، مع نمط واضح من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس. وفي هذا التقرير، يوثق المركز للانتهاكات الجنسية التي طالت 14 امرأة بينهم أطفال من مخيمي عطاش وكلمة للنازحين داخليا في جنوب دارفور، من قبل رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع، والميليشيات العربية، ورجال ملثمين لم يتم التعرف عليهم.

وبهذا فان المركز يكرّر مناشداته إلى السلطات السودانية والمحلية للتحقيق في حالات الاغتصاب المذكورة للعثور على الجناة ومحاكمتهم. وينبغي تعيين مدع عام خاص في القضية إذا رغب الضحايا في الشروع في محاكمة جنائية. ويجب على السلطات المحلية ضمان حماية الضحايا من الانتقام. كما يدعو المركز السلطات السودانية إلى اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين، لا سيما الفئات الضعيفة في مخيمات النازحين خلال هذا النزاع المسلح.

وفي 22 نوفمبر 2023، كانت السيدة فاطمة (اسم غير حقيقي)، وهي نازحة داخليا تبلغ من العمر 17 عاما ومقيمة في المركز 2 في مخيم كلمة للنازحين داخليا في جنوب دارفور، برفقة امرأتين أخريتين تنتقلان من مزرعة تقع في منطقة أم قعونجة في شرق محلية بليل عندما هاجمتهما مجموعة من ثلاثة رجال ملثمين. كان الرجال يحملون سياط وعصي وانهالوا عليهن بالضرب. وقد حالف الحظ المرأتان الاخريتان حيث تمكنتا من الفرار بينما لم تستطع السيدة فاطمة ذلك.

“عندما تركت وحيدة، تم تجريدي من ثيابي وأمسك أحد الرجال بيدي حتى لا أتمكن من المقاومة. وسط الصرخات، اغتصبني الرجال الثلاثة. وعلى الرغم من أنهم كانوا يرتدون أقنعة، أدركت أنهم عرب بلهجاتهم. وبعد أن قاموا بالعمل الخسيس، غادروا المكان، ولكنني بقيت في المكان لفترة قبل أن أصل إلى المخيم حوالي الساعة 10:00 مساء، حيث حصلت على الفور على الرعاية الطبية لأنني أصبت بجروح في المناطق الحساسة من جسدي. وبعد بضعة أيام، بدأت أشعر بصعوبة وعدم ارتياح أثناء التبول.

في 7 يوليو 2023، حوالي الساعة 05:00 مساء، تعرضت ثماني نازحات تتراوح أعمارهن بين 17 و21 عاما إلى الاغتصاب، يتحفظ المركز الافريقي على هوياتهن من أجل سلامتهن. وتقيم خمس منهن في المركز 8 بينما تقيم الثلاث الأخريات في المركز 6 في مخيم عطاش. وأصبح من الغالب أن يتجمع النساء اللواتي يعملن في وظائف مختلفة مثل بيع الشاي، ومساعدة المنازل، والنادلات وما إلى ذلك، في الميدان الواقع في منطقة المريخ بالقرب من منطقة المطار، والمعروف أيضا بحي “المطار” في نيالا، بولاية جنوب دارفور، للتحرك معا في مجموعة إلى مخيم عطاش للنازحين داخليا الواقع على بعد حوالي 3 كيلومترات من ذلك الميدان. وفي ذلك اليوم المشؤوم، اجتمعت النساء وبدأوا مسيرتهن تجاه المخيم. عندما وصلوا إلى شارع المصنع، وجدوا نقطة تفتيش كانت قد اقامتها قوات الدعم السريع بالقرب من مصنع الحاويات البلاستيكية. ثم قامت مجموعة من نحو 10 رجال مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع بإيقافهن بالقوة واقتيادهن تحت تهديد السلاح إلى داخل المصنع حيث تم اغتصابهن.

في 4 يوليو 2023، حوالي الساعة 06:00 مساء في الوادي الواقع بين حي الرياض وحي 17 في نيالا، بولاية جنوب دارفور، أوقف ثلاثة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية ثلاث نساء أثناء توجههن من أماكن عملهن في سوق المواشي إلى مكان اقامتهن في مخيم عطاش للنازحين داخليا. وكانت اعمارهن 23 و25 و30 عاما ويقمن في المركزين 2 و4 في مخيم عطاش، وقامت تلك المجموعة المجهولة باغتصابهن.

في 21 مايو 2023، حوالي الساعة 10:00 صباحا، توجهت اثنتان من النازحات داخليا من المركز 3 في مخيم عطاش في بلدة نيالا إلى منزل أحد ضباط قوات الدعم السريع في حي المطار في مدينة نيالا حيث يعملن كعاملات منزليات. وجدت المرأتان زوجة الضابط التي كانت قد أعدت الملابس التي ستغسل، وكلفتهما بأعمال منزلية أخرى بينما ذهبت هي إلى السوق المحلي الذي يسمى الملجة (سوق شعبي للخضروات) على بعد كيلومتر واحد تقريبا من المنزل. بعد وقت قصير من مغادرة زوجة الضابط، دخل رجلان مسلحان يرتديان زي القوات المسلحة الرواندية (يشتبه في أنهما حارسان) إلى المنزل وبدءا باستجواب النساء بتوجيه أسئلة مثل إلى أي قبيلة تنتميان، وأجابت المرأتين بأنهن ينتمين إلى قبيلة الفور.

“بعد إستجوابنا، انتقل الرجال إلى إحدى الغرف، ثم عادوا لاحقا، وطلبوا منا ممارسة الجنس معهم. وعندما قاومنا، أخرج أحدهم سكينا ووضعه على عنقي، بينما صوب آخر مسدسه نحو رفيقتي. وتحت الضغط، انتقلنا إلى غرفة الضيوف المزودة بثلاثة أسرة، أريكة، وشاشة تلفاز. تعرضنا للاغتصاب وحذرنا من قول كلمة واحدة عن ذلك. وهددونا أيضا بقتلنا إذا فعلنا ذلك. واضطررنا بعد ذلك إلى استئناف الاعمال المنزلية قبل العودة إلى المعسكر حيث تلقينا العناية الطبية”.

خلفية

ارتفعت معدلات العنف القائم على نوع الجنس المرتبط بالنزاع المسلح المستمر في السودان منذ 15 أبريل 2023، بحيث أصبح مشكلة كبيرة بالفعل في السودان، خاصة في المناطق الريفية في دارفور حيث درجت قوات الدعم السريع، أو قوات الجيش السوداني، أو القوات النظامية الأخرى على مهاجمة النساء دون أن يطالهم العقاب، إلا أن الغياب التام لخدمات حماية المدنيين يعني حاليا أن جرائم العنف القائم على نوع الجنس التي تحدث حالياً تترافق مع استحالة الحصول على الخدمات المطلوبة لمجابهتها من الجهات المعنية مثل الشرطة والمستشفيات. وظل المعتدون على النساء والفتيات يحتجزونهن لأيام دون تلقي رعاية طبية. وقد سبق أن أبلغ المركز عن حوادث تم فيها احتجاز سبعة طالبات جامعيات في تقرير الاستعباد الجنسي. وفي 29 نوفمبر 2023، وثّق المركز أيضا اغتصاب واختطاف 69 ضحية في جنوب دارفور. وتفيد التقارير بأن مقاتلين من مختلف الميليشيات العربية في المقام الأول أو قوات الدعم السريع شبه العسكرية المرعبة يقوم باغتصاب النساء عمداً لكي يحملن. ويظل النازحين هم أكثر فئات المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إلى الحماية.