(29 يوليو 2015) ينبغي على السلطات السودانية إجراء تحقيق عاجل حول تعذيب شخص ووفاته في الحبس، بالإضافة إلى تقارير حول تعذيب شخصين آخرين تتهمهم السلطات بتقديم معلومات لحركة العدل والمساواة المتمردة. كما يجب على السلطات السودانية اتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة الشخصين المُشار إليهما، والذين يواجهان باستمرار خطر التعذيب حيث يخضعان للحبس الانفرادي في قاعدة عسكرية في غرب دارفور منذ 17 يوليو بدون أن توجِّه السلطات تهمة إلى أي منهما.
وأشارت تقارير إلى أن الأشخاص الثلاثة تعرضوا لتعذيب بشع في قاعدة جبل مون العسكرية بمنطقة سيلا غربي دارفور. وكانت علامات تعذيب واضحة قد ظهرت على جسد أبّكر آدم اسحق، البالغ من العمر 32 عاماً، بما في ذلك جروح تعرض لها نتيجة الضرب بآلة حادة، وجرى إدخاله المستشفى التعليمي بمدينة الجنينة، غربي دارفور، في 19 يوليو. وكانت القوات المسلحة السودانية قد اعتقلت اسحق من منزله قبل نحو يومين، في منتصف نهار يوم 17 يوليو، مع شخصين كانا يتناولان معه طعام الإفطار في أول أيام العيد. وفي 19 يوليو جرى نقله إلى المستشفى بواسطة قائد في القوات المسلحة السودانية من قاعدة جبل مون، لكن تقارير أشارت إلى وفاته خلال نقله إلى المستشفى.
وجرى اعتقال الأشخاص الثلاثة من منزل أبّكر آدم إسحق من قرية كرو كرو، التي تقع إلى الشرق من جبل مون، بواسطة القوات المسلحة السودانية حوالي منتصف نهار يوم 17 يوليو. وأشارت تقارير إلى أن ضباطاً وصلوا إلى منزل إسحق على متن ثلاثة مركبات “لاندكروزر” وطلبوا منهم الركوب بدون أن يبرزوا أي مذكرات اعتقال.
ووفقاً لمصادر موثوقة، فإن السلطات قد وجّهت للأشخاص الثلاثة، وجميعهم مزارعون من مسيرية الجبل يعملون في سوق سيلا خلال موسم الجفاف، تهمة تقديم معلومات إلى حركة العدل والمساواة. كما اتُهم أبّكر آدم إسحق بأنه يعمل مخبراً رئيسياً لحركة العدل والمساواة.
وتشير معلومات إلى أن الأشخاص الثلاثة تعرضوا على مدى يومين للتعذيب، بما في ذلك الضرب المبرح، في قاعدة جبل مون العسكرية. كما أن ثمة معلومات غير مؤكدة حول تعليق أبّكر آدم إسحق من على شجرة وتعرضه للضرب ببندقية كلاشنيكوف عندما كان معلَّقاً. وتشير الإصابات الواضحة على جثته إلى أنه تعرض للطعن أو الضرب بآلة حادة.
وقامت السلطات بعد ذلك بإحراق جثة أبّكر آدم إسحق بدون إخطار أفراد أسرته بذلك.
يناشد “المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام” الحكومة السودانية بإجراء تحقيق فوري في هذه الادعاءات الخطيرة ومحاسبة المسؤولين عن ارتكابها.
كما يجب على السلطات أن تضمن فوراً سلامة إسماعيل إبراهيم قمر الدين، البالغ من العمر 30 عاماً، والنور عمدة يعقوب، البالغ من العمر 28 عاماً، اللذَين يعُتقد أنهما قيد الاعتقال بمجمع الاستخبارات العسكرية بمدينة الجنينة. وينبغي السماح لهما بتلقي الرعاية الصحية اللازمة والسماح لأفراد أسرتيهما بزيارتهما، والسماح لهما أيضاً بالاستعانة بمحامين، وإطلاق سراحهما فوراً في حال عدم مواجهتهما بتهم قانونية معروفة تتوافق مع المعايير الدولية.
يوجب أن تخضع ادعاءات التعذيب والظروف التي أدت إلى وفاة أبّكر آدم إسحق لتحقيق فوري وشامل يتسم بالحياد والشفافية بواسطة السلطات السودانية.
Contact
info@acjps.org
This post is also available in: الإنجليزية